
كشفت سلسلة من الضربات الاستخباراتية الدقيقة التي استهدفت مواقع حساسة للحوثيين في صنعاء وتعز والحديدة خلال الأيام الماضية عن احتمال اختراق غير مسبوق داخل الدوائر القيادية للجماعة من قبل جهاز "الموساد" الإسرائيلي، وفق تقديرات خبراء أمنيين يمنيين.
وقال الخبراء في تصريح لموقع (المنتصف نت): إنّ طبيعة العمليات ـ التي شملت تفجيرات داخل مخازن أسلحة استراتيجية واجتماعات سرّية ـ تشير إلى أنّ منفذيها ليسوا مجرد عناصر ميدانية، بل فرق استخباراتية ذات تدريب عالٍ قادرة على التوغل والوصول إلى مواقع شديدة التحصين. وتشير المصادر إلى تشابه هذه العمليات مع ما يحدث داخل الأراضي الإيرانية نفسها، حيث تنشط خلايا للموساد تستهدف البنية الأمنية للنظام.
وشهدت العاصمة صنعاء الأربعاء الماضي سلسلة انفجارات قوية في مواقع عسكرية بمناطق السبعين ودار سلم وعطان، تلاها انفجار مخازن أسلحة، وسط روايات متضاربة من الحوثيين حول طبيعتها. لكنّ شهود عيان ومصادر محلية أكدوا أنّها وقعت داخل مواقع تابعة للجماعة، وتسببت بخسائر فادحة.
وفي تطور أكثر خطورة، أفادت تقارير بأنّ ضربة جوية دقيقة استهدفت اجتماعًا سريًا رفيع المستوى لقيادات حوثية داخل مجمع سكني بمنطقة حدة في صنعاء، وأدت إلى مقتل شخصيات بارزة، من بينها قيادي من آل الغماري، المقرب من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. ويُعتقد أنّ تحديد ساعة ومكان الاجتماع تم بدقة غير مسبوقة، ممّا يعزز فرضية الاختراق الاستخباراتي.
أصدرت جماعة الحوثي أوامر عاجلة بإخلاء القيادات من منازلهم، ووقف استخدام الهواتف المحمولة نهائيًا.
عقب الضربة، أصدرت جماعة الحوثي أوامر عاجلة بإخلاء القيادات من منازلهم، ووقف استخدام الهواتف المحمولة نهائيًا، وسط حالة من الذعر والتشكيك الداخلي، واتهامات متبادلة بالخيانة والتسريب.
وتشير مصادر مطلعة إلى أنّ إسرائيل أعدّت قائمة اغتيالات تضم أبرز قيادات الحوثي، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي، ضمن ما يُعتقد أنّها حملة تستهدف الأذرع الإيرانية في المنطقة ضمن تصعيد مباشر وممنهج.
هذا، ودفعت هذه التطورات ميليشيات الحوثي إلى اتخاذ تدابير مشددة داخل صنعاء، شملت إغلاق مداخل أحياء، وتشديد الرقابة على الاتصالات، وعزل القيادات القادمة من صعدة عن المواقع المركزية.
ويرى مراقبون أنّ هذه العمليات تمثل نقلة نوعية في مسار المواجهة، وتكشف مدى هشاشة الحوثيين على المستوى الأمني والاستخباراتي، وتفضح اعتمادهم المفرط على دعم إيران، الذي بات مهددًا هو الآخر مع تصاعد استهداف منشآت داخل طهران.
وأكدت مصادر طبية أنّ مستشفيات "القدس" و"48" في صنعاء استقبلت عشرات القتلى والجرحى من القيادات الحوثية، في وقت تلتزم فيه الجماعة بتكتم شديد حول حجم الخسائر.