
أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أنّ جماعة الإخوان المسلمين لم تكن يومًا جماعة دعوية كما تزعم، بل هي كيان سياسي تحريضي ارتبط منذ تأسيسه عام 1928 بالعنف والتآمر، متخفيًا وراء شعارات دينية لتضليل البسطاء والتسلل إلى مفاصل الدولة المصرية.
وأشار شقرة في تصريح صحفي لصحيفة (الوطن) إلى أنّ الجماعة اعتمدت منذ بداياتها على استقطاب الفئات الشعبية والعمالية عبر خطاب عاطفي فارغ من أيّ مضمون تنموي حقيقي، وهو ما ظهر جليَّا في مشروع "النهضة" الذي رُوِّج له بعد وصولهم إلى الحكم في 2012، واتضح لاحقًا أنّه مجرد وهم لا يقوم على أيّ رؤية أو خطة تنفيذية.
وأوضح أنّ فترة حكم الإخوان كانت كارثية بكل المقاييس، فقد شهدت البلاد تدهورًا اقتصاديًا وأمنيًا، بالتوازي مع انتهاكات جسيمة ارتكبتها الجماعة، منها حرق الكنائس، وسحل المعارضين، وإقصاء القوى السياسية، في مشهد أعاد إلى الأذهان تاريخهم الدموي الذي يشمل اغتيال القاضي الخازندار، والنقراشي باشا، ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فضلًا عن مخطط تدمير القناطر الخيرية في الستينيات.
فترة حكم الإخوان كانت كارثية بكل المقاييس، فقد شهدت البلاد تدهورًا اقتصاديًا وأمنيًا، بالتوازي مع انتهاكات جسيمة ارتكبتها الجماعة، منها حرق الكنائس، وسحل المعارضين.
وأكد شقرة أنّ الجماعة لم تتوقف عن العمل تحت الأرض حتى بعد خروجها من السجون في عهد الرئيس السادات، إذ استغلت أجواء الانفتاح لتعيد بناء تنظيمها داخل النقابات والجامعات تحت غطاء شرعي زائف، حتى أتيحت لها الفرصة للسلطة عقب ثورة كانون الثاني (يناير)، ليظهر وجهها الحقيقي سريعًا.
وأضاف أنّ الإخوان لم يقدّموا يومًا مشروعًا وطنيًا، بل سعوا فقط إلى "التمكين" وتوظيف الدين كأداة للهيمنة السياسية، ممّا أدى إلى انفجار الغضب الشعبي في 30 حزيران (يونيو)، حين أدرك المصريون أنّ البلاد تُقاد نحو الهاوية.
واختتم شقرة تصريحاته بالتأكيد أنّ مشروع "النهضة" لم يكن سوى "لافتة وهمية" استخدمتها الجماعة للتسلل إلى الحكم، بينما الواقع أثبت أنّ التنظيم لم يعرف سوى الفوضى، والإقصاء، والانقضاض على الدولة، لكنّ وعي الشعب المصري كان أقوى من كل محاولاتهم.