انسحاب أمريكي جديد من قواعد شمال سوريا يثير قلق "قسد" ويعزز مخاوف عودة داعش

انسحاب أمريكي جديد من قواعد شمال سوريا يثير قلق "قسد" ويعزز مخاوف عودة داعش

انسحاب أمريكي جديد من قواعد شمال سوريا يثير قلق "قسد" ويعزز مخاوف عودة داعش


18/06/2025

أثار انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتين إضافيتين في شمال شرق سوريا قلقًا واسعًا لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي اعتبرت هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لاستقرار المناطق المحررة من تنظيم داعش، ومؤشرًا على تخفيض الدعم العسكري الأمريكي في مرحلة حساسة.

ويُتوقع أن يؤدي تقليص الوجود الأميركي إلى تراجع الضغوط على التنظيمات الإرهابية، مما يتيح لها فرصة إعادة هيكلة نفسها وشن هجمات جديدة، خاصة أن تنظيم "داعش" أظهر مؤخرًا مؤشرات على إعادة تنشيط خلاياه في بعض مناطق البادية السورية والحدود العراقية.

قوات "قسد"، التي قادت بدعم من واشنطن الحرب على "داعش" طوال العقد الماضي، باتت أكثر عرضة اليوم لمخاطر متعددة، أبرزها التهديدات التركية المستمرة، وهجمات النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران. ووفق مراقبين، قد تضطر هذه القوات إلى السعي نحو تسوية سياسية مع دمشق لضمان بقائها.

هذا وكشفت تقارير ميدانية لوكالة "رويترز" أن قاعدتي "استراحة الوزير" و"تل بيدر" في الحسكة، باتتا مهجورتين، ولم يعد فيهما سوى حراسة رمزية من عناصر قسد. وتم سحب الكاميرات والمعدات الدفاعية، وانثنت الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بالمحيط الخارجي للقاعدتين، في مشهد رمزي عن نهاية مرحلة من الوجود الأميركي العسكري.

تنظيم "داعش" أظهر مؤخرًا مؤشرات على إعادة تنشيط خلاياه في بعض مناطق البادية السورية والحدود العراقية

وقال سياسي كردي مقيم في إحدى القاعدتين إن "الجنود الأميركيين غادروا بالكامل"، فيما امتنع حراس قسد في القاعدة الثانية عن تحديد توقيت المغادرة. بذلك، يرتفع عدد القواعد الأميركية التي تم الانسحاب منها منذ ولاية الرئيس دونالد ترامب إلى أربع، ضمن سياسة تقليص الوجود العسكري في مناطق النزاع.

وتستند هذه السياسة إلى توجه أميركي أوسع لإعادة تموضع القوات نحو مناطق تراها واشنطن أكثر أولوية لأمنها القومي، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة الصين، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي توقعت تقليص عدد الجنود في سوريا إلى 500 فقط.

وفي أول تعليق له، أقر القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، أن هذا الانسحاب "لن يكون كافيًا" لاحتواء تهديد داعش، مؤكدًا أن هناك تنسيقًا مع الجيش الأميركي لضمان عدم ترك فراغ أمني. لكن ساعات قليلة بعد تصريحه، تعرّضت قاعدة الشدادي لهجوم بثلاثة صواريخ إيرانية الصنع، أسقطتها أنظمة دفاعية أميركية، ما يؤكد هشاشة الوضع الأمني.

هذا الانسحاب الأميركي المتسارع يعيد إلى الواجهة مخاوف من عودة الفوضى في المناطق المحررة من داعش، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الشراكة مع "قسد"، واحتمال تصاعد النفوذ الإيراني والروسي في شرق الفرات، وسط غياب رؤية واضحة من واشنطن بشأن ما بعد الانسحاب.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية